منتديات رفجة عرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملتقى لكل العرب
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإعصار .. الجزء الأول .. بقلمـ عصامـ البلوشي ..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ali g
عضو جديد



عدد الرسائل : 3
تاريخ التسجيل : 16/04/2010

الإعصار .. الجزء الأول .. بقلمـ عصامـ البلوشي .. Empty
مُساهمةموضوع: الإعصار .. الجزء الأول .. بقلمـ عصامـ البلوشي ..   الإعصار .. الجزء الأول .. بقلمـ عصامـ البلوشي .. I_icon_minitimeالجمعة أبريل 16, 2010 2:03 pm


×
×

الإعصار


قصة مقتبسة من الواقع
المكان: مسقط
الزمان:05/06/2007
اليوم: الثلاثاء
الشخصيات: غير معروفة
الجزء الأول:البداية



"هذا وقد حذرت الحكومة السلطانية جميع المواطنين والمقيمين من مغادرة منازلهم ما لم تكن هناك حاجة ماسة، لما في ذلك من خطورة كبيرة بسبب الإعصار المداري الذي حل بالبلاد كضيف ثقيل.. ومن جهة أخرى....."


إستمرت الأخبار في ذلك اليوم لساعات طويلة، وأصبح الإعصار محور حديث كل قنوات السلطنة إبتداءًمن التلفزيون مرورا بشبكات الانترنت والاتصالات إلى الإذاعة . وأمام التلفاز الصغير في ذلك البيت المتواضع ، جلس ياسر ووالده وأخوه هيثم بقرب زوجته ريهام ، التي كانت تحتضن طفليهما بقوة ، وكأنها تحاول أن تحميهما من هذا المجنون الذي شرع يضرب العاصمة بلا رحمة ، وفي الخارج بدأت الأصوات تخفت تدريجيا ، إلا صوت الأمطار الغزيرة التي قررت الهطول بلا توقف مصحوبة بأصوات حطام غريبة .


ولم يستطع أياً منهم الحديث ، وقد تضاربت ألاف الأفكار في عقولهم ، واختلطت بمشاعر الخوف الشديد على أنفسهم وعلى من يحبون .


"ايش هالحالة؟ بنظل محبوسين يعني اليوم؟" قال هيثم هذه العبارة بضيق ٍ شديد وهو يلتفت يمنةً ويسرة .
ألقت زوجته ريهام نظرة سريعة على ملامح زوجها وقالت بصوت خافت :
"على الأقل بتكون في البيت اليوم".
نظر إليها هيثم بنظرة نارية وسألها :
"ايش قصدك؟".
ردت عليه ريهام دون أن تنظر إليه :
"مافي شي".
ارتفع صوت هيثم وكأنما يحاول أن يصب غضب الإعصار عليها :
"سألتك إيش قصدك؟".
نظرت إليه ريهام بنظرة هي مزيج من الغضب والقهر والحزن ، وقالت:
"انت فاهم قصدي ، هذه أول مرة انت يالس معانا في مثل هالوقت ، وعادة انت مختفي عن الانظار، ترجع من العمل تنام ، وبعد النوم تطلع بره وما نشوفك إلا في اخر الليل ، وكأنك ناسي انك متزوج وعليك مسؤوليات ، اذا ما عشاني ، على الأقل عشان أطفالك اجلس في البيت"
رد عليها زوجها بخشونته المعتادة وقال :
"ايش قصدك انا مقصر معاكم؟.. ايش تريديني ابات ليل نهار بالبيت ، اسجن نفسي؟".
قالت بصوت ٍ خافت ٍ و محزن :
"اسأل نفسك متى اخر مرة طلعنا مع بعض؟ أنا حتى ما أذكر متى جلست معاي وسألتني عن حالي".
لم يتمالك هيثم نفسه وقام من مكانه وهو يقول :
"ما صارت هذي .. كل يوم على نفس الموال .. مليت ، أحسن لي أطلع واتمشى شوي ، عشان يعدِّي هاليوم على خير".
وأسرع الخطى نحو الباب ، وتدخل أبوه هنا :
"هيثم وين رايح ، انت ما شايف التحذيرات؟ لا تطلع ولدي ، لا تخاطر".
رد عليه هيثم دون أن يلتفت :
"هذولا يحبوا يخوفوا الناس ويزودوها دايما .. انا برجع بعد شوي".
خرج من البيت وصفق الباب خلفه بقوة .
القى ياسر وأبوه نظرة خاطفة على ريهام التي كانت تنظر الى الباب والدموع في عينيها ، وأطالت النظر وكأنها كانت آخر مرة ترى فيها زوجها ، الذي خرج في أجواء.. لا تعرف الرحمة .


* * * * * *


رن الهاتف النقال لسالم بنغمة القيثارة ، وهو مستلقٍ على السرير . ألقى نظرة سريعة على الرقم ، ثم رد على المتصل :
"السلام عليكم".
أتاه الرد من الجانب الآخر :
"وعليكم السلام سالم .. مو خبر؟ كيف وينك؟".
جاوبه سالم بتثاقل ملحوظ :
"والله موجود في البيت يا أحمد .. وملان".
قاله له أحمد :
"انزين ايش رايك أمر عليك وطالعين نستكشف الاوضاع والوديان؟".
رد عليه سالم :
"ياخي ما اعرف والله.. الجو ما يساعد".
قال له أحمد بأسلوبه المحمِّس :
"ود عمي هذي الاجواء ما راح تتكرر ترا، والتحذيرات هذي كلها حال الشيوبة والأطفال والحريم .. يلا تجهز وانا جاينك".
ثم انهى المكالمة دون ان يعطي سالم فرصة القبول أو الرفض .


بدّل سالم ملابسه على وجه السرعة ، ثم نزل من الدرج الى الطابق الأول واتجه نحو الباب .
"سالم وين رايح؟"
إلتفت سالم الى أبوه الذي نطق العبارة بإندهاش ، وقال :
"طالع مع صاحبي".
نظرت إليه أمه باستنكار وقالت :
"طالع!!! في هالجو؟".
قال أبوه بصرامة :
"مافي طلعة في هالجو يا سالم .. وخبر صاحبك لا يطلع هو بعد ، للدوارة في أوقات ثانية".
قال سالم بضيق :
" ما بتأخر، بس أخلص شغلة وأرجع .. وبعدين هو الحين بيوصل".
قالت الام بترجي :
"حبيبي سالم ، لا تطلع ، لا تخوفني عليك وتخليني انتظرك بخوف لين ما ترجع".
رد سالم :
"ما بيصير شي ، لا تخافي .. هذه الاخبار كلها مبالغات".
قال أبوه بعصبية أكبر :
"قلنا لك لا تطلع ، انت متى تتعلم الاحترام وتسمع الكلام؟؟ طول عمرك طايش كذي؟ لا في الدراسة جاد ولا في علاقتك مع اهلك جاد.. كل حياتك مع اصحابك بس؟ واحنا ولا حد بالنسبة لك؟".
رد عليه سالم بضيقٍ واضح ، دون أن يرفع رأسه :
"انتوا ما تفهموني ، وما تعطوني حريتي ، تريدوني اجلس في البيت مثل البنات؟
اريد اطلع واغير جو .. ايش فيها؟".
قالت له أمه :
" ما قلنا لك لا تغير جو.. بس اليوم من الخطر انك تطلع يا ولدي .. ارجوك اسمع كلام ابوك".
قلب سالم وجهه نحو الباب وخرج منها وهو يقول :
"اوهووو.. الواحد ما يقدر يعيش وهو مرتاح في هالبيت".


وذهب مع صاحبه أحمد .. ولم يعرف أنه كان من الأفضل له لو سمع كلام أبوه ، لأن هذه المرة ليست ككل المرات التي خرج فيها من البيت .. فالرعب كان يزحف زحفا مخيفا نحوهما .. بكل قوة .. وغضب .


* * * * * * *


تحركت سيارة الدفع الرباعي بكل بطئٍ وسط المياه الجارفة التي بدت وكأن قوة اندفاعها تزداد رويداً رويدا . وفي السيارة المكونة من الزوج والزوجة وطفلهما ، بدت علامات الخوف ظاهرة على الزوجة وفي تقول :


"محمد أحسن نوقف ونتصل بالطوارئ .. لأني حاسة أن الوادي بادي يحرك السيارة بره الشارع".


قال الزوج بصورة مرحة ليلطف الجو :
"لا تخافي ترا الفورويل ما يهزه شي .. وبعدين ايش بيسوولنا لو اتصلنا.. الهليكبترات ما تطير في هالأجواء وسيارات الشرطة الصغيرة ما بتخاطر تجي هني ، واذا جابوا فور ويل ، ترا سيارتنا بعد فور ويل ، يعني ما في فايدة من الاتصال".


تلفتت الزوجة في كل الجوانب بخوف وقالت :
"ما أعرف ، بس أنا خايفة واجد محمد .. المفروض أساساً من أولها ما نخاطر ونطلع".


نظر إليها زوجها وقال:
"لا تخافي عزيزتي ، خير ان شاء الله".


ولم يزد محمد على هذا الكلام ، لانه لا يملك ما يقول .. فهو ايضا كان خائفاً .. ولكنه لم يشأ أن يظهر خوفه ، لكي لا يعقد الوضع أكثر مما هو معقد .


وفجأةً .. ازداد اندفاع المياه .. وتحركت السيارة القوية مع التيار المائي .. وصرخت الزوجة وهي تمسك بطفلها الذي بدأ يبكي بكاءً شديداً. وحاول محمد أن يسيطر على السيارة ، ولكن هيهات .. انجرفت السيارة من على الشارع المعبد وأخذت تسبح على الماء .. وأخذت تتمايل يمنةً ويسرة .. وازدادت صرخات الرعب في السيارة .. وبدا وكأنها النهاية . وازداد توتر محمد وقد فقد زمام السيطرة على السيارة ، وأمسك بزوجته وطفله بقوة .. وهو ينظر إلى الخارج داعياً ربه أن ينجيه من هذا الوضع المخيف.


وحدث ما لا يتمناه أحد .. إنقلبت السيارة رأسا على عقب ، وأصبح عاليها سافلها .. وبكت الزوجة بكاء الموت ، والطفل الصغير لم يتوقف لحظة عن البكاء .. ومع الوضع المخيف ، قلب محمد وجهه في كل الجوانب وكأنه يفكر في كيفية الخلاص من هذا الموقف ، وهو ممسكٌ بيد زوجته بقوة . نظر حوله.. ونظر إلى إبنه وزوجته.. وتذكر اللحظة التي قرر فيها الخروج من البيت رغم تحذيرات زوجته.. وشعر بالإختناق .. ودمعت عيناه ، وهو يعيش هذه اللحظات المخيفة التي لم يتوقعها أبدا ، وبدأ الماء يتسرب إلى داخل السيارة .


ومع كل لحظة تمر .. كانت فرص النجاة تقل .. وتقل .. وتقل ..




انتهى الجزء الأول.. ويتبع في الجزء الثاني:

. هيثم يتصل بزوجته ريهام وهو على وشك البكاء .
. ما مصير احمد وسالم بعد مواجهتهما لأصعب موقف في حياتهما؟
. ما مصير محمد وعائلته؟ وهل من الممكن أن ينجوا من ذلك الوضع وسط المياه الجارية؟


كل ذلك وأكثر في الجزء الثاني من قصة "الإعصار"



بقلم .. عصام البلوشي

×
×
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإعصار .. الجزء الأول .. بقلمـ عصامـ البلوشي ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات رفجة عرب :: المنتديات الثقافيه :: منتدى الرويات والقصص-
انتقل الى: